المثانة العصبية: الأسباب، الأعراض وطرق العلاج الممكنة

يمكن أن تُصَاب المثانة بمشاكل عديدة تتسبّب باختلال وظائفها، من بين هذه المشاكل ما يُعرَف باسم المثانة العصبيّة Neurogenic bladder ؛ وهي حالة ذات علاقة بالجهاز العصبي تنجُم عن فقدان سيطرة الدماغ على المثانة

يمكن أن تُصَاب المثانة بمشاكل عديدة تتسبّب باختلال وظائفها، من بين هذه المشاكل ما يُعرَف باسم المثانة العصبيّة Neurogenic bladder ؛ وهي حالة ذات علاقة بالجهاز العصبي تنجُم عن فقدان سيطرة الدماغ على المثانة بسبب خلل به أو في النخاع الشوكي أو الأعصاب المُنبثقة عنهم، إذ تختّل وظائف الأعصاب المسؤولة عن توصيل الرسائل بين الدماغ والمثانة بسبب مرض ما أو إصابة، ما يؤدّي إلى مشكلة عصبيّة في المثانة قد تسبّب فرط نشاط المثانة أو خمولها، فتنقبض العضلات أو تنبسط في الأوقات الخاطئة مسبّبةً مشكلة تستدعي مراجعة الاختصاصي المناسب.

المثانة: موقعها ووظائفها

يتكوّن الجهاز البولي من الكُلى، الحالبين، المثانة والإحليل، وتبدأ عمليّة تصنيع البول في الكُلى التي تخلّص الجسم من السموم والسوائل الفائضة عن حاجته لترسلها بعد تجهيزها عبر الحالبين باتجاه المثانة، أمّا المثانة فهي عبارة عضو عضَلي أجوَف يقطُن أسفل الحوض ويخزّن البول إلى أن يحين وقت طرحه خارج الجسم عبر الإحليل، يُذكَر بأنّ الكُلى تستطيع تصفية 180 لتر يوميًا، إلّا أنّ لترًا واحدًا فقط يُطرَح من الجسم كبَول.

تتحكّم مجموعة من العضلات العاصرة (المُصرة) أسفل الحوض بعمليّة طرح البول خارج الجسم؛ إذ تساعد على دفع البول نحو الإحليل أو الإبقاء عليه داخل المثانة بانقباضها أو انبساطها، وذلك من خلال انبعاث مجموعة من الشارات العصبيّة من المثانة باتجاه الدماغ لتنبؤه بامتلائها فتتولّد بذلك حاجة الشخص للتبوُّل، لكنّ البول لا يستطيع اجتياز المثانة إلّا عند إرادة الشخص واستعداده للتبوُّل، فتصِل رسائل الدماغ لعضلات المثانة لتنقبض وتدفع البول باتجاه الإحليل الذي يطرحه خارجًا بعد ارتخاء العضلات العاصرة أسفل الحوض.

استشارة مع دكتور مسالك

أسباب المثانة العصبية

يُشخّص البعض بالمثانة العصبيّة نتيجة إصابة الدماغ أو المثانة بخللٍ ما يؤثّر على وظيفة الأعصاب بينهما، غالبًا ما تتسبّب كل من الأمراض والمشاكل التالية بالمثانة العصبيّة:

  1. التشوُّهات منذ الولادة التي تؤثّر على النخاع الشوكي أو الدماغ، وتشمل القيلة النخاعيّة السحائيّة (السنسنة المشقوقة)، الشلل الدماغي أو عدم التكوُّن الكامل للجزء العجزي من الحبل الشوكي.
  2. الإصابة بمرض السكري الذي يتسبّب بتلف الأعصاب.
  3. التعرُّض لإصابة مباشرة على الدماغ أو النخاع الشوكي مثل حوادث السير وغيرها.
  4. التسمُّم بالمعادن الثقيلة.
  5. الإصابة بالانزلاق الغضروفي.
  6. نقص فيتامين B12.
  7. الإصابة بأحَد أورام الدماغ أو الحبل الشوكي.
  8. الإصابة ببعض الأمراض التي تؤثّر على وظائف الدماغ تحديدًا، مثل: مرض التصلُّب اللويحي، ألزهايمر، التهابات الدماغ، التصلُّب اللويحي الجانبي والرُعاش.
  9. السكتة الدماغيّة.
  10. الإصابة بمرض الزُهري.
  11. تلف الأعصاب في الحوض بسبب إجراء عمليّة جراحيّة.
  12. صعوبات ومشاكل التعلُّم.

أعراض المثانة العصبية

يصاحب المثانة العصبيّة مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثّر على المريض، منها:

  • فقدان السيطرة على التبوُّل؛ إذ من الممكن أن يتسبّب ذلك إمّا بفرط نشاط المثانة الذي يؤدّي إلى التبوُّل بكثرة، أو ربمّا خمول المثانة الذي يترافق مع ضعف عضلاتها بالتالي انعدام القدرة على إفراغ كامل محتوياتها.
  • بذل مجهود أثناء التبوُّل.
  • الحاجة العاجلة للتبوُّل.
  • ألم في منطقة الحوض.
  • ارتفاع معدل الإصابة بالتهابات المسالك البوليّة يصاحبه ألم أثناء التبوُّل.
  • تسريب قطرات من البول قبل طرحه خارج الجسم بإرادة الشخص (السلَس البولي).
  • الضعف الجنسي لدى الرجال.
  • انحباس البول.
  • ارتفاع خطر الإصابة بحصى الكُلى.
  • عدم الشعور بامتلاء المثانة.

حجز موعد مع دكتور مسالك بولية

علاج المثانة العصبية

تتعدّد الخيارات العلاجيّة التي تستهدف تخليص المرضى من المثانة العصبيّة، ويعتمد اختيار طبيب المسالك البوليّة لعلاجٍ دون آخر على حالة المريض ومدى تفاقم المشكلة لديه وعمره، إضافة إلى حفنة من العوامل الأُخرى.

من الحلول العلاجيّة لحلّ مشكلة المثانة العصبيّة:

  • تناول الأدوية التي تساهم في تحسين وظائف المثانة، إلى جانب المضادّات الحيويّة التي تقلل الالتهابات.
  • استخدام القسطرة البوليّة: غالبًا ما يستهدف هذا النوع من العلاجات حالة خمول المثانة؛ ويُجرَى بإدخال أُنبوب عبر الإحليل الذي يساعد المريض على إفراغ كامل محتويات المثانة من البول، يمكن تثبيت القسطرة عبر إجراء جراحي في أسفل البطن أو من خلال الإحليل مباشرة باتجاه المثانة، تستطيع المثانة في هذه الحالة تصريف البول في جميع الأوقات، لكن في بعض الحالات يكتفي الطبيب بالقسطرة المتقطّعة التي يتمرّن المريض على استخدامها لتفريغ محتويات المثانة بواقع 3 إلى 4 مرات في اليوم.
  • التحفيز الكهرَبي للمثانة: يتضمّن تثبيت أقطاب على المثانة ترسل نبضات كهربائيّة للدماغ عند تحفيزها، ما ينبّه المريض بحاجته للتبوُّل.
  • إدخال عاصرة صناعيّة حول الإحليل بإجراء جراحي: يتلخّص هذا الإجراء بالضغط على الإحليل لمنع تسرُّب البول وإمكانيّة إفراغه وقت الحاجة بإرخاء العاصرة يدويًا.
  • ترميم المثانة بعمليّة جراحيّة تساهم في استعادة السيطرة على التبوُّل.
  • حقن المثانة بالبوتكس Botox؛ تساعد هذه الطريقة بإيقاف الانقباض المُفرِط -مؤقتًا- لعضلات المثانة أو العضلات العاصرة حول الإحليل، لكن البوتكس يحتاج لإعادة حقنه كل 6 أشهر.
  • عمليّة تكبير المثانة: يعتمد هذا الإجراء الجراحي على تكبير حجم المثانة لتتسّع لكميّة أكبر من البول وينخفض الضغط الداخلي فيها، وذلك عبر اقتطاع جزء من الأمعاء -تحديدًا الجزء السيني منه- وإضافته للمثانة.
  • استئصال الجزء الضعيف من العضلات العاصرة حول الإحليل، وربمّا تُستأصَل بالكامل في بعض الحالات.
  • تحفيز العصب الظنبوبي تحت الجلد: وهو عبارة عن جهاز تحت الجلد موصول مع إبرة مغروزة في العصَب الظنبوبي، يرسل هذا الجهاز نبضات كهربائيّة تنتقل عبر الإبرة للعصب الظنبوبي ثم للعصب العجزي وصولًا للمثانة لتحفيزها.
  • يمكن أن يكون العلاج عبر تغيير بعض العادات الحياتيّة واتبّاع عادات جديدة تحسّن من حالة المريض، وتمكّنه من السيطرة على التبوُّل قدر المُستطّاع، مثل: التخلُّص من السُمنة والحِفاظ على وزن أقرب للطبيعي، الابتعاد عن تناول الأطعمة والمشروبات التي تهيّج الجهاز البولي كالمُحليّات، الأطعمة الحارّة وتلك التي تحتوي على الكافيين أو إجراء تمارين خاصّة تساعد على تقوية العضلات العاصرة حول الإحليل مثل تمارين كيجيل.

مقالات ذات صِلة

المراجع

  1. Neurogenic bladder. (2016). Retrieved from Cleveland Clinic: https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15133-neurogenic-bladder
  2. What is neurogenic bladder? (2021). Retrieved from Urology Care Foundation: https://www.urologyhealth.org/urology-a-z/n/neurogenic-bladder
  3. Neurogenic bladder. (n.d.). Retrieved from Johns Hopkins Medicine: https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/neurogenic-bladder
  4. Wiginton K. (2020). Neurogenic bladder, Retrieved from WebMD: https://www.webmd.com/urinary-incontinence-oab/what-is-neurogenic-bladder
  5. Dorsher, P. T., & McIntosh, P. M. (2012). Neurogenic bladder. Advances in urology, 2012, 816274. https://doi.org/10.1155/2012/816274
  6. Luo E. (2018). Neurogenic bladder, Retrieved from healthline: https://www.healthline.com/health/neurogenic-bladder

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري علاج المثانة العصبية أونلاين عبر طبكان
احجز